مواقع التصوير الفوتوغرافي علي الإنترنت.. صراع الفن والتقنية

مواقع التصوير الفوتوغرافي علي الإنترنت.. صراع الفن والتقنية

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة :23 ـ 2 ـ 2010

النور والضوء والذوق ، شلالات الشروق التي تنهال علينا عبر قطع ورقية صغيرة اسمها الصور الفوتوغرافية ، كانت يوما ما الكاميرا حدثا مذهلا ، الآن صارت الكاميرا التقليدية تبدو علي استحياء ، بجوار الكاميرات الديجيتال ، بل وكاميرات المحمول ، كيف ظهرت المواقع الالكترونية المهتمة بالتصوير ؟بلا ضفافالموقع المؤسس لفن التصوير علي مستوي العالم هو

http://www.fiap.net

/ هذا موقع الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي ، الموقع باللغة الفرنسية والإنجليزية ، ويحمل الكثير الكثير من التنوير حول فن التصوير ، بداية من أعضاء الاتحاد المؤسسين ، وسبل الاتصال بهم ، وقد أرسلت للرئيس العام للاتحاد ،

e.wanderscheid@fiap.net

السيد واندر شيل ، وربما كانت رداءة اللغة عائقا عن الرد . لكن الموقع يحتوي عددا من الروابط المهمة ، حيث يضع أخبارا عن المؤتمر الذي سيعقد في أغسطس 2010بمناسبة مرور نصف قرن علي إنشاء الاتحاد ، وكذلك يذكر الموقع أن " فكرة قيام اتحاد دولي للتصوير الفوتوغرافي تدين بالفضل لدكتور فان دو الذي أخذ زمام المبادرة لدعم الفن التصويري من خلال الاتحاد الدولي . أما المواقع الأجنبية فهي تفوق الحصر ، لكنها تتميز بالتخصص أكثر ، وتتميز كذلك بالجمع بين التجارية والفنية في العرض ، كما تتخصص مواقع كثيرة في عرض الصور الجريئة ، مثل موقع

http://www.ryepress.com/sensuous-nostalgic-boudoir-glamour-photography.html

والمتخصص في الأبيض والأسود ، رغم أننا - كما يشير الموقع - في العصر الرقمي ، يقول الموقع) صور بالأبيض والأسود هنا كانت التجربة في خدر بريق الصور باستخدام الكاميرا الرقمية لتعيين أبيض وأسود وتستخدم حيثما أمكن ، الضوء الطبيعي. أبيض وأسود هو الخيار الطبيعي لاختبار بريق اسلوب التصوير وبعد أن وضعت والمطبوعة الخاصة بلدي الأسود والأبيض الفيلم في الماضي كان من وجهتي الاولي عند محاولة تصوير بريق لأول مرة. هناك تطور الحسي إلي الأسود والأبيض أن بعض الصور الفوتوغرافية كيف يضيع مع التصوير بالألوان ) والمواقع المهتمة بالفوتوغرافيا أكثر من أن تحصي، علي سبيل المثال نذكر من المواقع الأجنبية القيمة

http://www.shortcourses.com/use/

وهو موقع تعليمي رائع في التعامل مع الكاميرا الرقمية ، وكيفية الوصول إلي أفضل جودة للصورة ، واختيار الزوايا ، والعلاقة بالضوء.. إلخ الموقع

http://digital-photography-school.com

وهو موقع تجاري تعليمي جيد ، والموقع

http://www.photosecrets.com/

نموذج للمواقع الشخصية التي تهتم بالجانبين التجاري والفني بجانب التعليم ، مع إهمال العروض والجاليري ، أما هذا الموقع

http://www.geofflawrence.com/

فهو - كما يشير الموقع نفسه موقع تعليمي مجاني ، والواضح أن التعامل صار مقتصرا علي الكاميرات الرقمية "الديجيتال " وهذا الموقع يساعد في كيفية اتخاذ أفضل الصور الفوتوغرافية. كل صورة الدرس سيساعدك بدوره علي التقاط صورة تسعد مشاهديها ثم معرفة كاميرات تصوير الفيلم ، والعناية بها . وكالعادة بالموقع جانب اقتصادي مثل تسويق أشرطة تعليمية وكتب وغير ذلك . ومن المواقع الطريفة موقع

http://www.angelovictormercure.com

/وهو موقع شخصي لفنان أمريكي يدعي " فيكتور انجيلو ميركيور" ولد عام 1953 في يانجز ، أوهايو ، الولايات المتحدة الأمريكية. غادر المدرسة الثانوية في سن 16 عاما ، ووجد نفسه أحد جنود مشاة للجيش في جنوب فيتنام في سن 17 سنة. تولي مكافحة التصوير الفوتوغرافي واصبح علي بينة جون شتاينبك الرابع (وهو رئيس سابق للمعهد جوتة تحولت باري ماتش المراسل الحربي الذي كشف الكثير من الفساد في الحكومة الامريكية بالتواطؤ مع نظام سايغون سابقا). بعد تسريحه من الخدمة العسكرية الشرفاء، ميركيور عاد الي سايغون كصحفي تحت مرشده جون شتاينبك الرابع. فضح الدعارة وعصابات المخدرات حتي تعرض للطعن مرة واحدة وأطلقوا النار مرتين خلال ممارسته لمهامه الصحفية. في أوقات مختلفة ، ميركيور كان موظفا بالقطعة لصحيفة نيويورك تايمز ، وصحيفة نيويورك دايلي نيوز ، ولوس أنجلوس تايمز وشيكاغو تريبيون ، رويترز ، ووكالة الاعلام الاسترالية. ميركيور أمضت معظم السنوات الأربعين الماضية في جنوب شرق آسيا. حاليا ، وقال انه يقيم في بانكوك.المواقع العربية والفقر التقنيالمواقع العربية الخاصة بفن التصوير الفوتوغرافي كثيرة ، لكنها مقارنة بمثيلاتها الأجنبية تصبح نادرة ، فهي نتاج جهد غير منظم ، لمجموعة هواة للفن ، ومنها موقع عدسات عربية

http://www.arabiclenses.com

والذي يضم روابط جيدة من خلال منتدي متميز ، كلمة الواجهة يقول فيها الموقع (في عدساتكم العربية نسعي لنبقي متميزين ونجهد لنبقي منفردين ونبدع لنكون ممن يشار لهم.. سعينا للتخصص وسخرنا طاقاتنا لنكون أو لانكون.. إن طموحنا اللامحدود .. هو وقود عجلتنا التي لا تتوقف إن ما وصلنا له بحمد الله هو اللبنة الأولي في تأسيس مجموعة ضوئية عربية هدفها جعله مركزا فوتوغرافيا تستقي منه الاجيال الحاضرة والقادمة .. فيدا بيد .. علي طريق العالمية..) كما نتوقف أمام موقع له قصته العجيبة ، الموقع يجمع شتات أسرة ، الأب يعيش بالولايات المتحدة والابن يقيم بمصر ، ويجمع الموقع إبداعات الابن والأب معا ، يقول صاحب الموقع محمد النبوي للقاهرة ( منذ سنوات رأيت إعلانا علي موقع مكتبة الكونجرس الأمريكي حول مسابقة للشعر ، فكتبت قصيدة قصيرة باللغة الإنجليزية ، ففازت بالمركز الأول علي العالم ، وحضرت إلي هنا ( في الميرلاند ) قريبا من واشنطن ، وما زلت أقيم في أمريكا ، أسست موقع للفن الذي نحبه كأسرة عنوانه

www.anewlifephoto.com

جمعت فيه بعض ما أنجزته في أمريكا بجوار إبداعات شابة لابني المصور صلاح النبوي .من تأملنا للموقع نجده موقعا بسيطا رشيقا ، يقدم صورا بجودة عالية نقاء مميز ، وإن كان يغلب عليها الطابع التجاري ، يقول الابن - صلاح محمد النبوي - ان الموقع ما زال في تطوير ، حيث سأضيف له اللغة العربية بجوار لغته الحالية الإنجليزية ، كما سأضيف خبرتي بفن التصوير وأنقلها لمطالعي الموقع . نختتم بموقع لفنان سعودي زكي عبدالمجيد غواص وهو من مواليد الأحساء ـ المملكة العربية السعودية ويعمل مصورا بجريدة الحياة ، عنوان موقعه

http://www.zakiphoto.com/index2.htm

وهو عضو لجنة التحكيم لمسابقة التصوير الضوئي لجامعة الملك فيصل بالأحساء لعام 2001م وعام 2003م.عضو لجنة التحكيم لمسابقة مصورات المنطقة الشرقية لعام 2004م تنظيم جمعية الثقافة والفنون بالدمام. وقد حصل علي عشرات الجوائز كما شارك في عدد كبير من المعارض ، مثل معرض ( حكايات ضوئية ) بجامعة البحرين و معرض "للضوء لغة أخري) بأسواق الحمراء التجارية وغيرهما .ومن أهم المواقع العربية في الفوتوغرافيا هناك : عدسات عربية / الجمعية القطرية للتصوير الفوتوغرافي / رحلة حياة / اصدقاء الضوء / مجلة التصوير الضوئي / لجنة التصوير الفوتوغرافي بالرياض / مجتمع التصوير الرقمي / فن التصوير/ نادي الصورة ي كل الأحوال يظل لفن التصويرالفوتوغرافي سحره وسره مهما تغيرت تقنياته ، فهناك سر لا يعلمه إلا قليل : اسمه الفن .

بقلم إبراهيم محمد حمزة

>للاطلاع على المقال من المصدر إضغط هنا<

«زينب».. وصاحبها البرجوازي العفيف

«زينب».. وصاحبها البرجوازي العفيف

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة :9 ـ 2 ـ 2010

تظل "زينب " في الذاكرة الأدبية الأشد سطوعا، ليس بسبب ريادتها فحسب، بل أيضا بسبب ما أشيع وأذيع عنها وقت كتابتها، وتأثر "هيكل " بروسو في رائعته " جولي " وتملصه منها وكتابة " بقلم " فلاح مصري " لكنها في النهاية عمل تأسيسي مهم، حتي وإن غادر دكتور محمد حسين هيكل بوابة الفن الروائي بقية حياته إلا قليلا ولأهمية الرواية توزعها «القاهرة» مجاناً مع العدد القادم الذي يصدر في 16 فبراير 2010.وعلي قدر عمق رؤيته لمجتمعه، يمتلك الدكتور محمد حسين هيكل بساطة مذهلة في التعامل مع أبجديات الحياة المعقدة، كما يمتلك ثراء روحيا مذهلا، فقد خاصم السلطة فارتمت هي في أحضانه، ففارقها فعادت إليه متيمة به، ثم انتهي به الأمر بلا وزارة وبلا نيابة وظل بقيمته الأولي.. كاتبًا.ولم يبايع هيكل مرة علي قضايا أمته رغبة في مصلحة شخصية أو غير ذلك، بل كان عفيفا، وقد وقف يوما في الأمم المتحدة يلقي خطاب مصر، في 28/10/1946م فقال : " أما نحن فنريد لهذه الهيئة أن تكون حكما بين الأمم الكبري والأمم الصغري، لا لمصلحة السلام فحسب، بل لمصلحة العدالة والأخلاق الدولية "وقد أثار الخطاب ولهجته الشجاعة ردود فعل عجيبة حتي ظن البعض انه عائد لتشكيل الوزارة، ووصل هذا الكلام للملك فاروق، الذي استدعاه طالبا منه تفسيرا، فرد هيكل بحكمة وبلاغة : " إذا كانت الدولة تصدق أني اجهل الآداب السياسية فإني لا أكون جديرا بمركزي، يا جلالة الملك إن الساعة التي أعتز بها هي عندما أجلس إلي مكتبي وأحمل قلمي للكتابة "صاحب " الفضيلة "ولد محمد حسين هيكل في 20 أغسطس عام 1888م في قرية كفر غنام التابعة لمركز السنبلاوين دقهلية، كان أبوه حسين أفندي سالم هيكل سيد قومه وعشيرته، وكانت رياح البرجوازية المصرية قد بدأت في الهبوب، لتخلع ما تجذر في أراضيها من اتراك حلبوها حلبا، وتمنح بعض المصريين راحة مؤقتة من عبودية طويلة، فبدأت طبقة الملاّك الوطنيين، ومنها والد هيكل، الذي دفع بابنه مبكرا لكتاّب الشيخ إبراهيم جاد، فحفظ كتاب الله ثم انطلق إلي القاهرة ليلتحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، ثم التجهيزية ثم البكالوريا عام 1905م وهنا تبدا أول لمحة ضياء باهر للعلامة احمد لطفي السيد في حياة هيكل، حيث جاء لطفي السيد من " برقين " إلي كفر غنام (والقريتان متقاربتان في مركز واحد) جاء معزيا في جد هيكل؛ ودار الحديث عن الدراسة التي عزم هيكل عليها فأجابه : الهندسة، فأشار لطفي السيد عليه بدخول الحقوق، بعدما وعده والده بالسفر إلي الخارج للحصول علي الدكتوراة.وهناك يكتب يوميات باريس، يدون فيها ما رأي من مشاهد أثرت فيه، وكأن رفاعة بعث من جديد؛ ليقتحم المجتمع الفرنسي مرة أخري؛ لكنه يحتفظ بكراساته فلا ينشرها، فقد غرق في الحنين لمصر؛ فتجلي هذا الحنين في درته الخالدة " زينب " فعاد إلي مصر برسالة دكتوراة عن " دْين مصر العام " وروايته " زينب " وكلاهما في حب مصر.عِجلة عاشورويبدأ هيكل حياته العملية بمكتب للمحاماة في المنصورة، ورغم ان المحاماة وقتها لم تكن لتدفعه لمواصلة دراسته حتي الدكتوراة، ولكن طموحه الأدبي الذي لم يفارقه يجعله يذهب لصاحب دائرة من الدوائر الزراعية هو "البدراوي عاشور" ليقترح عليه، أن يخصص جائزة كبيرة باسمه في الأدب تكون مشابهة لجائزة نوبل، ويرد عليه "عاشور" قائلا: "كنت اظنك يا أستاذ جئت تعرض علي بمشروع لأستثمر أموالي في تربية الأغنام والمواشي".ويعلق هيكل: " وهكذا أخفقت في إقناعه، وخسرت وظيفة محام لدائرة " البدراوي " فقد أبيت أن أربط مستقبلي بعجلة عاشور ".يسار الأحراروفي عام 1917م ينتدب "هيكل" للعمل بالجامعة، وكان في هذا الوقت يكتب في "الجريدة" وفي "الأهرام" لكنه تمرد علي قيد الوظيفة واستقال عام 1922م وكانت الثورة الكبري قد قامت، وكان هيكل قد أقام هو الآخر في القاهرة، وكان قد تزوج من " عزيزة هانم رضا "كريمة عبد الرحمن رضا باشا وكيل وزارة العدل، وكانت حقا نعم الزوجة لأنها تربت في بيت يعي السياسة وأحوالها ومطالبها، فكانت خير عون له، ويذكر انه لما حصل علي الباشوية رفضت مناداته بلقب الباشوية مفضلة عليه لقبه العلمي "دكتور" وقد رزقه الله تعالي بابنه البكر "ممدوح" لكن ارادته تشاء أن يحرم من ولده، ويأخذه الحزن القاتل إلي القلم، فيخرج كتابه " ولدي " يبث الورق لوعة فقد الابن البكر، وللدكتور هيكل ولدان :حسين وأحمد، وخمس بنات (عطية الله / هدية / بهيجة / فائزة....هذا عن حياته الأسرية، أما حياته السياسية فكعادة السياسة تقلبت به ومعه كثيرا منذ التحق بحزب "الأحرار الدستوريين" وكانت مصر من وقت السماح بوجود الأحزاب 1907م قد تنامي العمل الحزبي بها، وتنوع فكان هناك الحزب الوطني وحزب الأمة وحزب الأحرار الدستوريين وحزب الاتحاد وحزب الشعب وحزب السعديين وحزب مصر الفتاة إلخولم يكن الحزب الذي اختاره هيكل خاليا من العيوب بالعكس فقد وصفه الأستاذ الرافعي بأنه حزب لم يقم علي اكتاف الناس بل خرج من رحم القصر، كما ذكر العقاد أنه "عورة" في جسد السياسة المصرية، ولكن هيكل كان متزنا تماما في علاقته بحزبه خاصة وهو رئيس تحرير جريدة "السياسة" التي تعبر عن الفكر الحزبي بعمق وتدافع - كما يفترض - عن توجهاته، بحيث من الممكن ان تقول عن "هيكل" كان يسار الحزب وليس ببعيد ما ذكره الأستاذ صبري ابو المجد في كتابه "سنوات ما قبل الثورة" ج4واقعة معارضة " هيكل " لرئيس حزبه، حين كتب هيكل مقال عنف صريح، بعنوان : "نريد ائتلافا خالصا وأساس الائتلاف الخالص الصراحة" وكان يشير إلي محاولات الوفد إسقاط الائتلاف الوزاري الذي يشارك فيه الأحرار الدستوريون؛ وقد أحدث المقال ضجة جعلت رئيس الحزب -محمد محمود باشا- يطلب من هيكل أن ينشر له مقالا يشير فيه إلي ان رأي هيكل لا يعبر عن الحزب، فرفض هيكل بشجاعة نادرة، وذكره الباشا بانه صاحب شركة السياسة التي تصدر الجريدة، فقال له هيكل : "إذا كان صاحب السياسة هو الذي يطلب النشر فانا موافق بشرط ان انشر استقالاتي مع مقال معاليكم"فرد عليه محمد محمود باشا قائلا : "لا تنشر كلمتي ولا تستقيل" وخرج. يا هَيكَلُ.. بحقِ إنك أهبلُ :وها هو كرسي الوزارة يأتي الرجل بلا دعوة ولا سعي ولا اشتياق، وكانت البداية حين عين وزير دولة بوزارة الداخلية في وزارة محمد محمود باشا الثانية في 31ديسمبر 1937م، ثم يتولي وزارة المعارف بعدها فيضع اساس اللامركزية وينشئ المناطق التعليمية ويبدأ الاهتمام بالمناهج؛ وتقع الحرب الثانية وتتغير الوزارة، وتاتي وزارة حسن صبري ويلي فيها هيكل وزارة المعارف إلي جانب وزارة الشئون الاجتماعية، لكنه لم يكن عاشقا للعمل الوزاري ويفضل أن يتولي قيادة مجلس النواب حتي عام 1944م كما اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب "الأحرار الدستوريين"، ثم تولي رئاسة الحزب سنة 1943م، وظلَّ رئيسًا له حتي ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952.ومن طرائف الأحداث أنه في فترة توليه رئاسة مجلس النواب، اغري البعض الشاعر حسين شفيق المصري بكتابة قصيدة حلمنتيشية يسخر فيها من هيكل، فكتب يقول :"يا صاحبي يا هيكل.. بحق إنك أهبل"وقامت الدنيا ولم تقعد وقبض علي الشاعر وسجن وجاء الأستاذ حافظ محمود متوسطا لدي هيكل للإفراج عن الشاعر، ففوجيء ان هيكل لا يعلم اي شيء عن الواقعة، واتصل هيكل لحظتها بالنائب العام وقال له أنه لم يطلب هذا من أحد وبدا حافظ محمود في السعي حتي اكتمل خروج الشاعر من السجن وقد لجأ إلي القول إنه كتب " بحق إنك أهيل " وليس أهبل.جبريل يبري قلم هيكلونأتي سريعا لكتابته عن الأحباب؛ والأحباب هم الرسول وأصحابه؛والعجيب في حياة هيكل - كمبدع ومفكر - أن "الأساسي" في حياة هيكل يتواري في التأريخ له، بينما "الاستثنائي هو الأبقي في حياته، وأعني السياسة التي ابتلعت عمره ولم تبق إلا وقتا قصيرا للأدب والفكر الذي أعطي لنا قيمة هيكل في حياتنا المعاصرة، و"حياة محمد" درة التاج في" إسلاميات "هيكل بلا شك، لأنه قدم فيها منهجا جديدا حين اعتبر القرآن الكريم افضل مصدر لدراسة سيرة النبي عليه السلام، ولذا خلصت الدراسة لوجه الحق والحق فقط كما قال هو، فقد قرأنا لمن قال عن حياة محمد" وإنه ليخيل لي وانت تكتب أن جبريل يبري لك قلمك ويصب المداد"وفضلاً عن كتاب "حياة محمد" فقد كتب "الصديق أبو بكر" و"الفاروق عمر" كما خطط لكتاب "بين الخلافة والملك" ولم يمهله القدر لإكماله، حيث توفاه الله تعالي في الثامن من ديسمبر 1956م بعدما ترك كرسي مجلس النواب، ليجلس فوق كرسي الخلود.

بقلم إبراهيم محمد حمزة

>للاطلاع على المقال من المصدر إضغط هنا<