دراسة دكتوراه ترصد التأثيرات النفسية لدي أطفال الشوارع وتقترح سبل خفض أعدادهم

دراسة دكتوراه ترصد التأثيرات النفسية لدي أطفال الشوارع وتقترح سبل خفض أعدادهم

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة : 24 ـ 8 ـ 2010

حصلت الباحثة رضوي فرغلي علي درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولي عن دراستها "أنماط الإساءة لأطفال الشوارع وبعض مصاحباتها النفسية والاجتماعية" وذلك من قسم علم النفس في كلية الآداب، جامعة القاهرة. وإن كانت الدول العربية قد اختارت أول أكتوبر من كل عام للاحتفال بيوم الطفل ، فهل كان الطفل المشرد المقيم بالشارع في قائمة اهتماماتها ؟هدفت الدراسة الراهنة إلي رصد أنماط الإساءة التي يتعرض لها أطفال الشوارع وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية (العدوانية، والاكتئاب، والقلق، وتقدير الذات)، وبيان ما إذا كانت درجات أطفال الشوارع علي أنماط الإساءة والمتغيرات النفسية موضع الدراسة تختلف بطول مدة البقاء في الشارع.واشتملت مجموعة الدراسة علي (152) طفلاً من أطفال الشوارع الذكور الذين يقيمون إقامة دائمة ويعملون في الشارع، ممن تراوحت أعمارهم بين 9 و15 سنة. وشمل الإطار الجغرافي للدراسة، محافظات القاهرة والجيزة وحلوان والسادس من أكتوبر (القاهرة الكبري سابقًا). وقد تم الحصول علي الأطفال من الشوارع، والحدائق العامة، ومحطات القطارات ومترو الأنفاق، وبعض دور الرعاية النهارية.نتائج الدراسةتوصلت الباحثة إلي أن أطفال الشوارع يستشعرون الإساءة الانفعالية والبدنية بنفس القدر، بينما يعانون الإساءة الجنسية بدرجات أقل حدوثاً.وقد جاءت جميع معاملات الارتباط بين كل نمط من أنماط الإساءة والآخر موجبة ودالة وتتراوح بين المتوسطة والقوية، أي أن أطفال الشوارع لا يخبرون نمطًا واحدًا من الإساءة، إنما إذا تعرضوا لنمط منها تعرضوا لبقية الأنماط أيضًا.كما اتضح من خلال الدراسة ان أطفال الشوارع الحاصلين علي درجات مرتفعة في كل نمط من أنماط الإساءة أكثر عدوانية بكل صورها من الحاصلين علي درجات منخفضة فيها. ولم تسفر النتائج عن فروق دالة بين المرتفعين والمنخفضين في الإساءة البدنية والانفعالية في متغيرات الاكتئاب، والقلق، وتقدير الذات. أما بالنسبة للإساءة الجنسية، فكان الحاصلون علي درجات مرتفعة فيها أكثر تقديرا لذواتهم، وأقل اكتئابا (دلالة ضعيفة)، في حين لم تظهر فروق دالة إحصائياً في حالة القلق. كذلك فالأطفال الذين قضوا مدة أطول في الشارع كانوا أكثر تعرضاً للإساءة بكل أنماطها مقارنة بمن قضوا مدة أقصر.أما الأطفال الذين قضوا مدة أطول في الشارع كانوا أكثر عدوانًا، وتقديرًا لذواتهم، وأقل اكتئابًا، ولم تظهر فروق دالة إحصائياً بينهما في متغير القلق. وانتهت الدراسة بطرح مجموعة من التوصيات لخفض معدلات ظاهرة أطفال الشوارع، وتلافي آثارها السلبية، ثم اقترحت مجموعة من المشروعات البحثية والبرامج الإرشادية لإثراء المجال علي المستويين النظري والتطبيقي.مشاهد من المناقشةحضر عدد كبير جدا من المبدعين والإعلاميين للمناقشة منهم د.عصام عزام، المحلل النفسي د.حسين عبد القادر، الناقد د.أسامة أبو طالب وكيل وزارة الثقافة السابق، الروائيان إبراهيم عبد المجيد ووحيد الطويلة، الشعراء عبد المنعم رمضان وأحمد بخيت واحمد البنداري ومحمد عبد المعطي، الفنان التشكيلي سيد هويدي، الإعلامية العراقية رؤي البازركان والكاتب العراقي حسن العجمي والإعلامية مني سالمان وحشد من أساتذة علم النفس علي رأسهم د.صفوت فرج ورئيس قسم علم النفس د.معتز عبد الله.المناقشة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات أعلن رئيس اللجنة د.الحسين عبد المنعم منح الباحثة رضوي فرغلي درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف ، وقد تكونت لجنة المناقشة من: د.الحسين عبد المنعم رئيساً، د.عبد المنعم شحاتة عضوا، ود.أسامة أبو سريع عضواً ومشرفا علي الرسالة التي شاركت في الإشراف عليها أيضا د.ميرفت شوقي. وقد أشادت اللجنة بجدية وجدة الدراسة ، و أثني أعضاء اللجنة علي جهود الباحثة وتحملها لأخطار التعامل مع عينة البحث المكونة من 152 طفلا كانت تذهب إليهم في أماكن تجمعهم بنفسها. الجدير بالذكر أن رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة رضوي فرغلي كانت حول "صورة الجسم والموقف الأوديبي لدي البغايا القاصرات، عام 2005، جامعة الزقازيق.وللباحثة عدة كتب أهمها : كتاب البغايا القاصرات، دار المحروسة، 2007 وتعمل معالجة نفسية وكاتبة بجريدة القبس الكويتية ، وهي زوجة للأديب شريف صالح الصحفي بجريدة النهار الكويتية ، ولديهما ابنان: حنين وحسين

بقلم إبراهيم محمد حمزة

>للاطلاع على المقال من المصدر إضغط هنا<