المؤتمر الأول لاتحاد كتّاب مصر بالأقصر.. رجل الشارع يشارك!!

المؤتمر الأول لاتحاد كتّاب مصر بالأقصر.. رجل الشارع يشارك!!

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة : 24ـ 4ـ 2012

ذا مررت بمقهي شعبي ، وسمعت صوت ميكروفونات ، ورأيت بشرا لم تتعود رؤيتهم بالمقهي يتحدثون ويختلفون ويتجادلون ، فلا تتعجب ، إنها إرادة الله تعالي أن يجعل ندوات مؤتمر اتحاد الكتاب بالأقصر في مقاه وساحات المدينة . وكانت هذه اللفتة من أجمل خصوصيات المؤتمر ، فإن كان الأدباء يهربون للمقاهي من ملل الجلسات البحثية ، فماذا يفعلون إن طاردته الجلسات إلي المقاهي ذاتها !! هي المرة الأولي التي تقوم فيها لجان الاتحاد بدور إيجابي ، إنها لجان: العلاقات العربية، والخارجية، والحريات، والتي قررت عقد مؤتمر "الثورة والشارع العربي"، والذي رأسه الشاعر حسين القباحي، مقرر لجنة «العلاقات العربية» وقد أنهي مؤتمر اتحاد كتاب مصر فعالياته بمدينة الأقصر بصعيد مصر ، مؤكدا رفض التطبيع ، ودعوة اتحاد الكتاب للمشاركة في وضع تصور للدستور المصري ، يطرح رؤية الأدباء لمستقبل مصر ، وتأكيد استمرارية الثورة حتي تحقق أهدافها ، والوقوف مع الشعوب المتطلعة للحرية ، وتطهير الوزارات من فلول النظام السابق ، وغيرها من التوصيات الخاصة حول رفض تشكيل المجلس الأعلي للثقافة بسبب المجاملات الفاضحة كما أسمتها التوصيات . وكان المؤتمر الذي عقد تحت رعاية السفير عزت سعد محافظ الاقصر ، ومحمد سلماوي رئيس الاتحاد قد بدأ فعالياته في الفترة من 10إلي 12 ابريل 2012م بزيارة لقصر ثقافة بهاء طاهر ، المقام علي قطعة أرض تبرع بها الأديب الكبير ، وشاركت محافظة الأقصر في البناء ، وأسهمت وزارة الثقافة في التجهيزات والإعداد لافتتاحه قريبا . العروض عُقد المؤتمر تحت عنوان " الثورة والشارع العربي " وترأسه الأديب الأقصري الشاعر حسين القُباحي وأمانة الشاعر النوبي عبد الراضي ، واحتوي عروضا للفنون الشعبية ، وزيارات للأماكن الأثرية كمعبد الكرنك الشهير والرحلات النهرية ، أما الجلسات البحثية ، فقد خرجت للشارع ، فعقدت جلسة مهمة بمقهي شعبي ، أدارها الأديب جابر بسيوني ، وتحدث بها د. أيمن تعيلب ، وشارك بها بالفعل رجل الشارع مناقشا ، وقد أثني الحاضرون علي سائق تاكسي اوقف سيارته ليشارك برأيه ويوضح كثيرا من أسباب الأزمات القائمة حولنا ، كما اقيمت مائدة مستديرة بساحة أبي الحجاج بعنوان " مستقبل الثورة في مصر بين الدستور والانتخابات" شارك فيها مصطفي عبد الله ، وأحمد طوسون وفتحي إمبابي وهويدا صالح وأشرف البولاقي وشارك فيها بشهادة مهمة الأديب السوري فرحان مطر وذكر مصطفي عبد الله لـ«القاهرة» أنه " تحدث عن تجربته في إصدار مجموعة من الأعداد الخاصة المواكبة لانطلاق ثورتي: 25 يناير في مصر، و14 يناير في تونس ومناصرة الثورة الليبية في أيامها الأولي، وكذا الأعداد الخاصة مثل "الدستور.. كتاب الوطن" التي قصدت إلي تقديم تجارب العالم التشريعية وعرض تراجم مختلف الدساتير في الشرق والغرب لتنوير المواطن المصري، في وقت مبكر منذ إندلاع ثورته المجيدة، إلي أولوية العكوف علي كتابة دستوره الجديد، فضلاً عن الأعداد التي تناول فيها "أدب السجون والمعتقلات"، والصورة التي ينبغي أن يكون عليها رئيس مصر القادم كما ترتسم في مخيلة المبدعين حتي لا يظهر طاغية جديد". كما عقد بقصر ثقافة الأقصر جلسة بعنوان «الإبداع والثورة» أدارتها انتصار عبد المنعم ، وشارك فيها الروائي قاسم مسعد عليوة ، والشاعرأحمد سراج ، والروائية الأردنية سميحة خريس . الندوات الندوات الشعرية احتضنت عددا كبيرا من شعراء مصر ، خاصة شعراء الواو : الفن الجنوبي الأصيل في مصر والذي يعتمد علي المجانسة اللفظية ، وهو فن كاد أن يندثر لولا شعراء الجنوب ، وممن شاركوا بقصائدهم : أحمد تمساح ، مأمون الحجاجي ، أحمد سراج ، أشرف البولاقي ، محمد خربوش ، جاد زكي ، وقد شهدت الندوة كثافة ملفتة لعشاق الشعر من غير الناس العاديين بالشارع ، خاصة مع قصائد الواو وأشعار الشاعر عبد الناصر علام ورغم اعتذار عدد كبير من الحضور ، وعلي رأسهم رئيس الاتحاد ، والأديب بهاء طاهر ، ود. أحمد الخميسي ، ود . شريف الجيار وهالة البدري ،والضيوف العرب باستثناء فرحان مطر وسميحة خريس ، فقد خرج المؤتمر موفقا ، وتميزت الجلسات بكثافة عددية للحاضرين ، وجدية في المناقشات ، ويكفي أن مؤتمرا أدبيا ، خرج ليتحدث عن «الثورة والشارع العربي» في قلب الشارع العربي ، وللمرة الأولي ايضا حرص كل المشاركين علي ترك أبحاثهم لقرائها ، والحوار من القلب مباشرة ، كما ذكر لنا د. أيمن تعيلب الذي أصر علي عدم إلقاء محاضرة ، وحولها لجلسة استماع لكل حضورها ، قائلا : إن قطار الديمقراطية يحتاج إلي أن يتمتع بها الراكب والسائق وعامل التذاكر ، فمن يفهم الدرس ؟!!

بقلم إبراهيم محمد حمزة