رسام فلسطيني يكتشف كتابا للأطفال يشوه صورة النبي بالرسوم

رسام فلسطيني يكتشف كتابا للأطفال يشوه صورة النبي بالرسوم

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة :23 ـ 11 ـ 2010

الملاحظة العجيبة للتأمل الطويل لمواقع الإنترنت العربية المهتمة بالكاريكاتير، أنها تترك المطالع لها حزينا متألما، بعدما كانت رسوم الكاريكاتير تبعث علي ترويح الروح، ليس لأن رسامينا قد ثقل دمهم، علي العكس، ولكن لأن الواقع نفسه لم يعد لديه أي دم ." نضال" علي الورقإنه الفنان الفلسطيني نضال هاشم، مؤسس موقع متميز هو "بيت الكارتون " الموقع كما يقول "نضال " صممه بنفسه ويديره بجهد شخصي .. ما يؤكد طابع الألم الذي تنفثه أحبار الرسامين ما يقوله الفنان عن بداياته (عندما كنت في السادسة من عمري منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلتي من التواجد في فلسطين ومنذ ذلك التاريخ وأنا أقيم في توأم فلسطين ( الأردن).حصلت علي شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة حلب في سوريا.أما الموقع ذاته، فيضم 48فنانا عربيا، يضع صاحب الموقع لهم سيرا ذاتية مختصرة، وفرصة للتواصل معهم، الجديد في موقعنا هذا هو عرض مجموعة كبيرة من المقالات والدراسات القيمة حول فن الكاريكاتير، منها علي سبيل المثال دراسة لعلاء أبي ظهير حول صورة العراق في رسوم الكارتون الأمريكية، والكارتون هنا يعني " الكاريكاتير "، ومقال رائع لأحمد عبد النعيم حول اللباد ... رسام الغلابة، ومقال طريف لتامر يوسف بعنوان " التجربة الدانماركية " ، كما فجر صاحب الموقع عبر مقال له بعنوان قصة أطفال تشوه صورة الرسول - صلي الله عليه وسلم -، ذكر نضال أن تشويه صورة الإسلام و تصوير المسلمين كمجموعة من الرعاع و الهمجيين و الإرهابيين يتكرر بصورة شبه يومية في الصحف الأمريكية أو الأوروبية أو في الكتب و المنشورات الأخري ، مشكلة هذه المنشورات أو الكتب أنها تصدر عن جهات تحاول أن توحي أنها إسلامية ، كأن تسمي نفسها بأسماء إسلامية مثل موقع «islameyat.com».من أوقح هذه المنشورات، كتاب " محمد آمن به و إلا!! " (2) Mohammed's Believe It Or Else المنشور في موقع islamcomicbook.comوهو كتاب رسوم مصورة يتناول فيه مؤلفه آية كريمة أو حديثاً شريفاً في كل صفحة ، برسوم هزلية ساخرة ، يظهر فيها شخص علي أنه الرسول الكريم في أشكال معيبة ، مرفق بترجمة لنص الآية أو الحديث ، يستند في معظم الأحوال إلي حديث ضعيف .هذا الموقع يقدم نفسه أنه موقع إسلامي يصدر من مكة كما تشير بيانات التسجيل في موقع«alexa ».ثم يطرح الفنان وسيلة مقاومة، بالكاريكاتير، تتلخص فيما رآه الفنان محمود الهنداوي أن الرد الأبلغ يكون بالفن، حيث استضاف الموقع عددا من الرسوم التي تنتقد الدانمارك وسلوك فنانيها........( حاولت فتح رابط الكتاب، فلم يستجب، ويبدو أنه أزيل مع أن الغلاف ما زال موجودا كرابط بالصفحة الرئيسية للموقع المذكور )كما يظل أحمد رجب - رغم أنه ليس رساما بريشة، وإنما بقلم، يحتل موقعا مهماً من خلال المقالات التي ينقلها الموقع، حول خواطره بعنوان " الفهامة " يقول المقال (أما النموذج الذي عبر فيه أحمد رجب عن الفن فهو مطرب الأخبار، هل انطلاقاً من حلم طفولي قديم لرجب أن يصبح مطرباً كما ذكر في مقدمة كتابه مطرب الأخبار؟ومطرب الأخبار شخص رديء الصوت لكنه يصر علي الغناء في الحفلات والأفراح ولا ينجو دائماً من الضرب ومع هذا يصر علي الغناء حتي اعتاد الضرب، لدرجة أنه ذهب ذات مرة إلي فرح وغني فلم يضرب، فعاد مندهشاً مما حدث.. صوته سيئ للغاية حتي انه ذات مرة كح في شارع مظلم فضربه بالنار مطاردو الكلاب الضالة.)حقيقة يبذل محرر الموقع جهدا فوق طاقته، ليقدم موقعا يستحق أن يكون " أول بيت للفنانين العرب في فن الكاريكاتير .مواقع شخصيةيغلب عليها بالطبع استغلالها كمعرض للرسوم، وليس من أهدافها التثقيف الفني بطبيعة الحال، لكنها تحمل إمكانية نشر الرسوم التي تخنق الرقابة خروجها ونشرها ورقيا، سنجد مثلا علي موقع الفنان السعودي ماهر عاشور (44عاما ) ورابط موقعه/www.maherashour.com سنجد عرضا للصور التي لم يتح له نشرها، وهي في غالبيتها تدور حول مشكلات داخلية، كرسم يصور إصبعين ممتدين يرتديان الملابس المعروفة للصوص، وحجمهما كبير جدا، بينما شخص ضئيل الحجم يرمز للشرطة، ويمسك بالأساور الحديدية الرفيعة جدا، والمعني أن حجم الجريمة قد فاق القدرة الأمنية علي مواجهتها . لكنه الكاريكاتير القادر - بتعبير د . حمدان خضر السالم أن يقول كأنه مقال تحل الخطوط فيه محل الكلمات " .ناجي العلي .. الغائب الحاضر(ناجي العلي في الأغنية / هل عليه / زي الغزالة البرية / شايل رسمة .......... حتي يقول الأبنودي (عيب ناجي إنه عاش صادق / عاش للرسمة ) ذكريات طيبة تداعب خيال المرء وهو يتوقف مع جملة ترحيب باللغة الإنجليزية وأنت تدخل لموقع الفنان الراحل ناجي العلي، الموقع للأسف باللغة الإنجليزية في غالبيته، صممه فنان فلسطيني يعمل في مجال الحاسب الآلي في أوروبا، والموقع قريب من المواقع الغربية في اعتباره وسيلة ترويجية لمنتجات وكتب وغيرها، يقول صاحب هذا الموقع (، أنا فلسطيني من الذين يعيشون بالدولة الكندية في مونتريال.

تخرجت في جامعة كونكورديا مع درجة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي. أعمل الآن في مونتريال. أما بالنسبة للجزء لماذا : ناجي العلي هو واحد من الفنانين الأكثر إبداعا في أنحاء العالم العربي.

أنا جعلت هذا الموقع لأنني شعرت أنه كان أقل ما يمكن فعله لإظهار تقديري واحترامي لهذا الفنان المبدع ومبدع العمل الفني والذي يعيش معنا حتي يومنا هذا.تصميمه غير مريح للعين، ولا يليق بفنان بقيمة ناجي العلي، سنجد في الواجهة مقالا للفنان نور الشريف عن فيلمه "ناجي العلي " يقول في جزء منه: (وبالطبع كانت هناك أسباب أخري غير رغبتي الملحة في التجديد لخوض تجربة (ناجي العلي) اهمها ان صورة القضية الفلسطينية غير واضحة تماما لان اختلاف وسائل الاعلام شوه هذه الصورة، وحدث تصيد لاخطاء بعض الشخصيات الفلسطينية، لذا فإن حماسي انصب علي مواطن فلسطيني من داخل الارض المحتلة لم يتغير ورغم تنقله من قطر الي قطر الا ان فلسطين ظلت تسكن داخله... هذا المواطن البسيط عاش حياة صعبة رفض خلالها التضحية بفنه وقضيته.) نعود للموقع، لنجده يحتوي علي روابط لمقالات ثم كتب عن ناجي العلي، ثم معرض لصوره، ثم وثائق تتعلق به، كبرنامج شهير عرض بقناة الجزيرة، ومقال نور الشريف، ثم بعض الروابط الدعائية، الأهم أننا نلتقي مع رسوم ناجي، مقسمة بشكل ميسر، حيث تصبح اللغة هنا بلا ضرورة، من خلال أكثر من مائتي لوحة في ثلاثة ألبومات رائعة .

لا يمكن حصر الكاريكاتير العربي علي الإنترنت في هذه المواقع بالطبع، بل هي عصية علي الحصر، فهناك موقع بديع للفنانة الفلسطينية أمية حجا

http://www.omayya.com

/، لكنه وقف، واحتفظ بجزء فقط منه، علي رابط هو

http://www.bintjbeil.com/E/omayya_joha/index.ar.html

كذلك موقع سعد هويدي، ومواقع كثيرة، لكنها كما قلنا في بداية الموضوع، لا ترسم ابتسامة، بقدر ما تغرس خنجرا داميا في قلب مشاهده .. إنه النحيب الضاحك .. الكاريكاتير العربي.

بقلم إبراهيم محمد حمزة

>للاطلاع على المقال من المصدر إضغط هنا<