قريبًا.. الإنترنت علي الحوائط والموبايل علي جلد يديك

قريبًا.. الإنترنت علي الحوائط والموبايل علي جلد يديك

إبراهيم محمد حمزة ـ جريدة القاهرة :18 ـ 1 ـ 2011

بالتأكيد سمعت عن هذه التكنولوجيا ، لكنك - مثلي تماما - لن تصدق هذه الإمكانات المبهرة الخيالية الممكنة من خلالها، فمعني هذا الكلام أنك تستطيع أن تجمع في لحظة واحدة كل المعلومات الموجودة عن أي شخص تقابله علي شبكة الإنترنت ، كذلك تستطيع تحويل أي سطح عادي لشاشة كمبيوتر يستقبل الإنترنت بيسر وسهولة ، معني ذلك أننا - ببساطة - قد عدنا إلي عصر السحر والخرافة ، أو علي العكس تماما ، صرنا في عصر - بتعبير ابن خلدون واصفا العصر العباسي - عصر صار كل شيء فيه علما ... ما الحكاية يا صاحبي؟في إحدي جلسات مؤتمر أدباء مصر ، تحدث الشاعر يسري حسان محددا أخطر ما في هذا المؤتمر ، بأنه يفتقد الخيال ، وفي جلسة أخري تحدث الدكتور محمود الضبع عن التطور الهائل في العالم ، من خلال استخدام تكنولوجيا يطلقون عليها " تكنولوجيا الحاسة السادسة " وهي بالفعل انطلاقة خيال جامح لشاب لم يتعد الخامسة والثلاثين كثيرا ، ولم يكمل دراسته للدكتوراه بعد ، لكنه صاحب خيال، خيال قاهر باهر مخيف ، نحن - كعرب - سننتظر بكل تأكيد وثقة وصول الرجل لأقصي خيالاته ، ثم تحققها علي ارض الواقع ، لكي نتعرف عليها ربما عام 3000 للميلاد ، ونظل مشدوهين فاغري أفواهنا من الدهشة !!! ماذا يحدث هناك؟الفتي الهندي زومبيابارافان ميستري شاب هندي ، تدللـه الأسرة بـ "زومبيا " والده السيد كيرتي ميستري يعمل مهندسا أمه نيانا سيدة منزل تعتني بهم جدا له شقيقتان هما " سويتا وجيجنا، وهو عاطفي جدا ويحب أسرته تماما تخرج في جامعة بومباي بالهند في فنون الإعلام، هو من مدينة صغيرة اسمها بالامبور شمال ولاية جوجارات بالهند انتقل للولايات المتحدة وعمل باحثا في شركة مايكروسوفت يعمل حاليا علي إتمام الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يقول عن نفسه في موقعه الشخصي إن " التفكير هو أكثر شيء أحبه ولحسن الحظ عملي يتطلب أفكارا مبتكرة وخلاقة".بارافان ليس مجرد مبرمج ومصمم برامج ، لكنه فيلسوف أيضا ، يقول مثلا " أحب أن أكون أنا ، وأحب أن أفعل ما أحب " .. نعود للموضوع الأساسي ، في يوم ما نظر بارافان إلي الفأرة "الماوس " وبدأ يفككها ، رآها - كما يقول - تتكون من كرة في الداخل... وهنالك مدوران اثنان، يدلان الحاسوب علي اتجاه حركة الكرة... ... وبالتالي علي حركة الفأرة. لذلك، ركزت علي هذين المدورين، واحتجت للمزيد، فاستعرت فأرة أخري من صديقي... ...لم أردها له أبداً !! وبذلك أصبح لدي أربع مداور. ومن ثم، ما فعلته بهذه المداور هو التالي... ...أزلتها من كل فأرة... ثم وضعتها في صف واحد. يتكون كل مدور من نظام خيط وبكرة. ما أردت عمله هو جهاز وسيط لنقل الأيماء... هذا الجهاز يعمل كلاقط للحركة... بتكلفة دولارين فقط. وبذلك،أي حركة أقوم بها جسدياً، تُنسخ في العالم الرقمي، فقط من خلال استخدام هذا الجهاز، الذي صنعته خلال السنوات الماضية، في عام 2000.الفكرة التي يسعي لها بارافان هي دمج العالمين الرقمي والواقعي ، من خلال تكنولوجيا أطلق عليها تكنولوجيا الحاسة السادسة ، أو ما أطلق عليه هو " تكنولوجيا البروجكتور " سبب هذه التسمية أن ميستري افترض إمكانية وضع طاقية إلكترونية علي الرأس عبارة عن بروجكتور، فأخذ خوذة دراجته ، ووضع فتحة في أعلاها لكي يثبت عليها البروجكتور لكن لاحقاً، أدرك أنه يريد أن يتفاعل مع هذه البكسلز أيضا، فوضع كاميرا صغيرة في أعلي الخوذة أيضا، تعمل كعين رقمية. تمهيدا للانتقال إلي نسخة أكثر ملائمة للمستهلك، وهي قلادة عرفت بعد ذلك باسم " جهاز الحاسة السادسة، قبلها كانت أفكاره تدور- كما يقول في محاضرة مهمة له مبثوثة علي أحد مواقع التكنولوجيا الأمريكية (موقع تيد ) يقول " لأني كنت مهتما بدمج العالمين الرقمي و الحقيقي، فكرت في الصفحات اللاصقة. فكرت، لم لا نصل... ...واجهة عالم الصفحة اللاصقة الملموس بالعالم الرقمي؟ الرسالة المكتوبة لأمي علي الصفحة اللاصقة أي علي الورق... ... تتحول إلي رسالة علي الهاتف المحمول، أو ربما لقاء عمل تلقائي ينتقل إلي المفكرة الرقمية، وربما قائمة أعمال تلقائية تتوافق معك. و بإمكانك أيضاً البحث في العالم الرقمي، فتستطيع كتابة سؤال يقول: "ما عنوان الدكتور سميث؟" ثم يطبعها هذا النظام... أي يعمل كنظام إدخال و إخراج للمعلومات، لكن مصنوع من الورق.وفي محاولة أخري، فكرت في صنع قلم يرسم بالأبعاد الثلاثة. لذلك صممت هذا القلم الذي قد يساعد العديد من المعماريين و المصممين ليس فقط في التفكير في الأبعاد الثلاثة بل بالرسم أيضاً فيكون ذلك أقرب للواقع. بعد ذلك فكرت؛ "لم لا أضيف خارطة جوجل، ولكن في العالم الملموس؟" بدلاً من البحث عن شيء باستخدام كلمة، أضع هذا الشيء فوقها. فإذا وضعت بطاقة السفر،سوف أتمكن من رؤية البوابة. وإذا وضعت كوب القهوة،سوف أري المقاهي، أوأين بإمكاني رمي الكوب.العالم صار كمبيوتر كبيراثم بدأت فكرة الإيماء كوسيلة تكنولوجية جديدة ، كأساس للحاسة السادسة التي يمكن القول عنها أنها واجهة يمكن ارتداؤها إيمائية أن يضاعف العالم المادي من حولنا مع المعلومات الرقمية، ويتيح لنا استخدام الإيماءات جهة طبيعية للتفاعل مع تلك المعلومات. باستخدام كاميرا وجهاز عرض صغير محمل في الجهاز يمكن ارتداؤها مثل قلادة، 'الحاسة السادسة' تري ما تراه، ويضاعف بصريا أي الأسطح أو الأشياء نحن التفاعل مع مشروعات تكنولوجيا المعلومات علي السطوح والجدران والأشياء المادية من حولنا ويتيح لنا التفاعل مع المعلومات المتوقعة من خلال حركات اليد الطبيعية، وحركات الذراع، أو تفاعلنا مع الكائن نفسه. محاولات 'الحاسة السادسة في الحصول علي المعلومات مجانا من حدودها من خلال دمج بسلاسة مع الواقع، ومما يجعل العالم بأسره الكمبيوتر.ماذا ينتظرناهذا سؤال غربي بامتياز ، نحن كالعادة مشغولون بأشياء أكثر أهمية، يقول الفتي الهندي "بإمكانكم الرسم علي أي جدار بإمكانك الوقوف أمام الجدار والرسم عليه ليس فقط باستعمال إصبع واحد لدينا الحرية باستخدام كلتا اليدين، يمكننا استخدام اليدين لتكبير أوتصغير خريطة موجودة أمامك الآن. الكاميرا في الواقع... ...تلتقط الصور... ... وأيضاً تتعرف علي أبعاد الصورة و ألوانها وهناك أيضاً العديد من العمليات التي تدور في داخل الجهاز عملياً، الأمر معقد بعض الشيء، لكنه يأتي بنتائج سهلة الاستعمال مما أثار حماسي أكثر أنه يمكن اصطحاب الجهاز إلي الخارج بدلاً من إخراج الكاميرا من جيبك، بإمكانك تقليد حركة الكاميرا بيديك وهي تأخذ الصورة لك.الفتي الهندي العبقري لم ينس مطلقا أن يؤكد أن فكره نتاج تعليم في الهند لذا يقول: هناك طاقة كبيرة هنا. الكثير من العلم. كل هذا العمل الذي رأيتموه ناتج من تعليمي في الهند. والآن لو اتطلعتم علي اقتصادية تكلفة: هذا الجهاز فيكلف 300 دولار مقارنة مع 20000 دولار مع الطولة أوأشياء مماثلة. هل تعلمون حتي جهاز حركة الفأرة ذو تكلفة الدولارين في السابق كانت تكلفته 5000 دولار؟ في الواقع...عرضته في مؤتمر علي... ... الرئيس عبدول تكلم في ذلك الوقت و قال "حسنا يجب علينا استخدامه في مركز بهابها للأبحاث الذرية في بعض التطبيقات." أنا متحمس لكيفية توفير هذه التكنولوجيا للناس بدلا من حصرها في بيئة المختبر.بالمناسبة : لم يطلق الهنود علي "زومبيا " أو بارافان ميستري لقب " نجم الجيل " لأنه - بكل تأكيد ليس مهموما بلقب نجم الجيل ، هو مهموم أكثر بتغيير الدنيا . دنيا

بقلم إبراهيم محمد حمزة

>للاطلاع على المقال من المصدر إضغط هنا<